بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث عن الباحة شيق وجميل ليس لأنها ذات المشاهد الجمالية والسحر الجذاب والربى الخضراء والمروج الحسناء والشلالات الهادرة والسهول الفيح والشواطئ الهادئة والجبال الشامخة والأغوار الدافئة فحسب بل هي كذلك محطة تأمل واستلهام لما أفرزته العصور البعيدة والقريبة من عمر الزمن حيث الآثار والمأثورات تقف شواهد على العمق الحضاري الذي ساد وتناقلته الأجيال لترسم للناظر إليها بخطوط عميقة المعاني لوحة جميلة تعبر عن الأصالة وتعج بصور التعاون والعطاء فتغلب على الزائر حالة عاطفية وهو يصغي لما ترويه له من قصص وآثار خلدت من خلالها تلك الأجيال العريقة وأصبحت المنطقة لوحة متجانسة التناغم بين معطيات الخالق وإبداعات إنسانها .
الموقع والمساحة:
تقع منطقة الباحة جنوب غرب المملكة العربية السعودية بين خطي طول 41/42 وخطي عرض 19/20 وتمثل موقعاً وسطاً بين المناطق السياحية الجميلة المشهورة بجنوب المملكة حيث يحدها من الشمال والغرب منطقة مكة المكرمة ومن الجنوب والشرق منطقة عسير .
أما الحدود القبلية فتحدها (شمالاً رنيه وتربة والطائف وبلحارث وبنو مالك والبقوم وجنوباً القنفذة وبنو عيسى وبنو زبيد وبنو خثعم وبنو بحير وبنو سهيم وبنو ميمون . وشرقاً بيشة وبادية بني ميمون وأكلب وغرباً الطائف والليث) .
المساحة:
تقدر بحوالي (36000 كم2)
المناخ:
يؤثر اختلاف التشكيلات التضاريسية في مناخ المنطقة ، فقطاع السراة يتعرض لجبهات هوائية رطبة تأتي من السهل التهامي فتتكون السحب والضباب وغالباً ما تتعرض السراة لسحب وضباب في فصل الشتاء بسبب هذه الكتل الهوائية القادمة من البحر الأحمر بالإضافة إلى عواصف رعدية وتتدنى درجات الحرارة وتتعرض لأمطار غزيرة فيما تمتاز بمناخ معتدل عليل في فصلي الربيع والصيف .
أما قطاع تهامة فمناخه مختلف عن قطاع السراة رغم قرب المسافة بين القطاعين (25كم) فتهامة سهول ساحلية متوجة ترتفع فيها درجة الحرارة صيفاً ودافئة شتاء ومعتدل في فصل الربيع .
وعموماً يعتبر مناخ منطقة الباحة ضمن نطاق الإقليم الجاف إلا أن المناخ معتدل البرودة شتاء ، عليل جميل في بقية فصول السنة .
تتراوح نسبة الرطوبة بالمنطقة بين 52% إلى 67% والضغط الجوي بين 602 إلى 607 ، ويبلغ متوسط درجة الحرارة 23 الدرجة الكبرة و 12 الدرجة الصغرى ، ويتراوح معدل هطول الأمطار في السراة بين 229 ملم إلى 581 ملم وفي قطاع تهامة بين 100 ملم إلى 250 ملم سنوياً .
تاريخ المنطقة:/
قبل الإسلام:
كانت مسرحاً للأيام الأخيرة في حياة الصعلوك الشهير الـشنفرى الأزدى الذي ينتسب لقبيلة سلامان من زهران كما أن المنطقة خرج منها من حكم عمان والعراق وهم من دوس من زهران كما يوجد بالمنطقه عدداً من النقوش العبرية وأخرى بـخط المسند، وخلافها من رسوم و نقوش و كتابات عربية قديمة، على صخور متناثرة في أودية المنطقة.
تاريخ المنطقة خلال صدر الاسلام:
تفتخر الممنطقة بإنها أخرجت من الصحابة الكثيرين ومنهم عبدالرحمن بن صخر الدوسي، الذي ربما يعد أشهر رواه الحديث في المذهب السنىّ على الأطلاق, والملقب بأبو هريرة, من قبيلة دوس إحدى قبائل زهران .
و كذا فإن دوس هى قبيلة الطفيل بن عمر الدوسي, كما هو واضح من اسمه. ومن الصحابة أيضا: أبو ظبيان الغامدي حامل لواء غامد في معركة القادسية, و جندب بن جنادة ، وزهير بن سليم الغامدي, وسفيان بن عوف الغامدي, وصخر بن وداعه الغامدي. والحكم بن المغفل الغامدي, وعبدالله بن عفيف الغامدي, وعمير بن الحارث الغامدي, ومخنف بن سليم الغامدي, والحارث بن الحارث الغامدي, وعبدالله بن كعب الغامدي.
و المقداد الأسود, وقد عد بعض المؤرخين المختصين عددا كبيرا من الصحابه تعود أصولهم أما لقبيلة غامد أو زهران.
تاريخ منطقة الباحة قبل الحكم السعودي:
كان النظام القبلي هو السائد في المنطقة وهو المرجع الرئيسي، وكان لزهران شيخ شمل لكل قبائلهم؛ كما كان لغامد أيضاً شيخ شمل لكل قبائلهم، وكانت تعرف بلاد غامد وزهران في الأدوار التي سبقت توحيد المملكة العربية السعودية ، بسراة غامد ، وسراة زهران ، ومخلاف عشم بتهامة ، وأخيراً بإسم (الحجاز) .
وبعد انتشار دعوة الرسول الكريم / محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ، اعتنق سكانها الدين الإسلامي الحنيف ، حيث توافدت على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وفود غامد وزهران وأسلمت وشاركت في الفتوحات الإسلامية وكانت تابعة لولاية مكة المكرمة من بداية العهد الإسلامي حتى عام 1217هـ عندما أصبحت مكة المكرمة ولاية تركية بسبب خلاف أشراف مكة على الحكم ، ما عدا الفترة التي أستولى فيها الصليحيون على الحجاز من عام 455هـ إلى عام 462هـ . وكان الحكم في الأزمنة المتأخرة أسمياً فقط .
أما الحكم الحقيقيون فهم مشايخ القبائل يساعدهم العلماء الذين برز منهم آل عيسى وآل جميع في تهامة زهران ، والأبالجة وآل المنصوري في سراة غامد وكان دور الحاكم تحصيل الزكوات وضريبة (الجهاد) وهي مبالغ تفرض على القبائل وتسلم للحكام أما الأمور الأخرى فهي متروكة للأهالي .
ودخلت المنطقة عام 1338هـ في طاعة الملك عبدالعزيز آل سعود ، موحد المملكة العربية السعودية (رحمه الله) .
منطقة الباحة في العهد السعودي:
بعد توحيد المملكة العربية السعودية شهدت المنطقة قفزة حضارية نوعية, خصوصاً فى أواسط السبعينات حين أرتفعت أسعار البترول . تمثلت هذه القفزة بأنشاء المدارس و المستشفيات و قيام قطاع حكومي متطور.
و من أهم عمليات التطوير فى المنطقة و أكثراها إلتصاقاً بذاكرة سكانها , كانت شق الطرق المعبدة لكافة قرى المنطقة , حيث أستفاد السكان من هذه الخطوة , بربط القرى بخطوط معبدة ببعضها و بالمناطق المحيطة بها.
التضاريس:
تنقسم منطقة الباحة ، بصفة عامة ، (إلى قطاعين رئيسيين يفصل بينهما منحدر صخري ضخم ، فإلى الغرب يقع السهل الساحلي المعروف بتهامة وإلى الشرق جزء من سلسلة جبال السروات المعروفة باسم السراة) .
وتعتبر المنطقة ضمن الظواهر التضاريسية الجبلية والسهول الساحلية حيث تتباين قشرة الأرض بتباين الارتفاعات عن مستوى البحر فقطاع (السراة) يتكون من تلال صخرية بركانية وأودية تتشكل منها أحواض مائية ومصاطب زراعية وانحدارات فجائية وتدريجية ، أما قطاع تهامة فهو (سطح رسوبي منخفض يمتد في معظمه على ساحل مرجاني ويشكل القطاع جزءاً من الرصف التهامي الصخري ، ويمتد الرصيف فوق صخور بلورية صلبة ) ومن هذا التفاوت الجغرافي نجد نمطين رئيسيين من التضاريس التي تلعب دوراً هاماً في التكييف والتأثير على نمط الاستيطان السكاني بالمنطقة .
فالمنطقة في مجملها تتكون من أربعة مكونات جيولوجية أولها صخور نارية حامضية ثم صخور نارية قاعدية فصخور بركانية ثم صخور صفائحية وتتراوح الارتفاعات عن مستوى سطح البحر في القطاع
الأول بين2450م ، 1500م ومع الإنحدار ناحية الغرب في اتجاه القطاع الثاني تنخفض الارتفاعات إلى أن تصل إلى أقل من 500م عن مستوى البحر وتدخل ضمن هذين القطاعين سهول تمتد شرقاً وهي من منازل البادية وبها مجموعة من الواحات ومنابع المياه .
المواقع الاثرية:
ما عرفناه من تاريخ المنطقة وثقافتها يدل بوضوح على المستوى الحضاري المتقدم الذي عرفته ، خاصة وأن بعض الدراسات التاريخية تشير إلى أن المنطقة عرفت الحياة الاجتماعية والتكوينات الحضارية الأولى قبل عدة آلاف من السنين وكان لها أشكال محددة تركت الكثير من الشواهد والآثار التي تتحدث عن أحقاب قديمة غنية بمورثاتها وثقافتها وقيمتها وتقاليدها ، ومن المؤكد أن الكثير من الآثار القديمة جداً قد صاع واندثر في الماضي ، لكن هذا لا يعنى أن كل شيء قد ضاع ، فمازال هناك العديد من الآثار التي تذكر بالماضي مثل القلاع والحصون وبقايا القرى على قمم الجبار البعيدة أو في الوديان العميقة ، والنقوش والكتابات القديمة المحفورة على الصخور العالية الملساء ، كما توجد رسوم حيوانات وأشجار في هذه المواقع النائية ، وبعض هذه الآثار مازال بحالة جيدة.
قرية ذي عين:
في منحدر طريق العقبة الذي يربط الباحة بتهامة على مسافة 20كم من مدينة الباحة تقع قرية ذي عين التي تحيطها قلاع حربية وهي واحدة من القرى التقليدية المتميزة
بتداخلها وتفاعلها مع البيئة المحلية إذ يلاحظ تدرج المنازل والتفافها حول الجبل وتبدو منازل القرية المبنية بالحجر والأخشاب على هيئة قلاع مكونة من دورين ارضي وآخر علوي.
مناخ قرية ذي عين حار صيفا معتدل شتاءا وذلك لكونها في منطقة منخفضة وهي ضمن الجزء الذي يسمى بمنطقة تهامة العليا من منطقة الباحة وترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 1985م تقريبا وتكون الإمطار في هذه القرية غزيرة في فصل الصيف حيث تسقط بمعدل كبير جدا وذلك بسبب موقعها بين كتلة من الجبال مما يودي إلى تكثف الغيوم وهطول الإمطار الرعدية وعادة ما تكون متوسطة في فصل الشتاء وهذا أعطى القرية ميزة بأن تكون جيدة للزراعة .
الاكلات الشعبية:/
لاشك أن للظروف البيئية بصمات في نوعية الأكلات بالإضافة إلى تأثيرات الحياة الاقتصادية وما توفره الطبيعة من مناخ أو ما تجود به الأرض من محاصيل زراعية .
واشتهرت منطقة الباحة بأكلات شعبية وما زالت تمثل مظهراً من مظاهر الافتخار بإعدادها وتناولها إضافة إلى كونها مظهراً من مظاهر الكرم وتكريم الضيف .
ومن هذه الأكلات الشهيرة :
الدغابيس:
من أشهر الأكلات الشعبية ويدخل ضمن عناصر صناعتها دقيق الذرة والبر أو دقيق الدخن والبهارات والبصل والسمن والعسل .
الكبسة :
الأكلة الرئيسية المفضلة وتصنع من الأرز واللحم والزبيب مع ذبائح كاملة من الخرفان والماعز .
اللبزة :
وتصنع من نفس العناصر السابقة لأكلة الدغابيس .
المثرية :
وتصنع من الدقيق واللحم والمرق والسمن والعسل .
الملبنة :
وتصنع من دقيق الذرة أو دقيق الدخن والبهارات والسمن والعسل .
الخبزة :
وتعجن من دقيق القمح أو الذرة وتطرح على صخر رقيق تحت لهوبة النار .
العصيدة :
وتصنع من الدقيق وتطهى على النار ومن ثم يتم عركها جيداً وأكلها مع السمن والمرق .
الغابات:/
غابة رغدان :
غابة رغدان بمنطقة الباحة وجه آخر لطبيعة السياحة بسراة المنطقة غابة تتميز باعتدال الأجواء طيلة أيام الصيف ولكونها تقع على المنحدر الصخري المطل على عقبة الملك فهد بالباحة على ارتفاع يتجاوز (1700) متر عن سطح البحر .
غابات الحبقة:
يقع منتزه وادي الحبقة على بعد (31) كم من محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة وما يميز هذا الموقع أنه يجاور الطريق الرئيسي الذي يربط بين منطقتي الباحة وعسير عبر السراة .
غابات الجنابين:
تعتبر غابات ومنتزهات أودية الجنابين أحد الأودية التابع لمركز بالشهم التابع لمحافظة بلجرشي بمنطقة الباحة الذي يبعد عن المحافظة قرابة ( 15كم) ينحدر إليه عدد من الطرق الرئيسية المتفرعة من الطريق الرئيسي للمنتزهات الذي يربط بين المحافظة والمنتزهات باتجاه منطقة عسير
غابة الشكران :
تبعد الشكران عن محافظة بلجرشي قرابة (20) كم على الطريق السياحي الذي يربط بين المحافظة وبين المنتزهات على الطريق الرئيسي المفضي إلى منطقة عسير وتمتد الغابة بين سهل فسيح تحفه جبال العرعر والطلح والزيتون وما يميز هذا المتنزه كثافة أشجاره دائمة الخضرة التي تتداخل بعشرات الأنواع من الشجيرات .
غابة القمع:
على بعد (25) كم من محافظة بلجرشي تقع غابة القمع أكبر غابات منطقة الباحة والتي تمتد على تهامة من خلال واجهة جبلية على امتداد أكثر من (4) كم وتطل على تهامة .
غابة الزرائب:
تقع على بعد 15كم شمال الباحة، بالقرب من بلدة قرن ظبي. غابة واديالشاعر وتقع على بعد 32كم شمال الباحة وتشتهر بأشجار الزيتون البريونبات الحبق وتوفر فيها
غابة عمضان:
وتقع على بعد 45كم شمال الباحة، وهي واحدة من أجملالغاباتبالمنطقة وتكثر بها أشجار الزيتون والعرعر والنباتات الجميلة.
غابةالأنصب:
وتقع على بعد 42كم شمال الباحة، وتكثر بها أشجار العرعر والزيتون.
غابة برحرح:
وتقع على بعد 83كم شمال الباحة، ويمكن الوصول اليها بواسطة الطريقالسياحي.
غابة الحدب:
وتقع على بعد 70كم شمال الباحة غابة السنوت وتقع علىبعد 35كم شمال
الباحة، وتكثر بها أشجار العرعر والزيتون البري والتين الشوكيوالطلح.
غابة الخلب:
تقع على بعد 30 كيلو متر شمال الباحة بالقرب من مدينة المندق غنية بأشجار العرعر
غابة أصفا:
وتقع شمال المندق وبها حديقة للطيور وأشجار وجدول رقراق.
جدر:
وتقع في قبيلة بيضان وهي منتزه سياحي مشهور وبها يقع بئر القلت وشلالات جدر.
غليل :
وتقع شمال قرية القمدة ومن أشجارها الزيتون والطلح والنيم والشت .
هناك غابات أخرى لا يتسع المجال لذكرها إلا أنها أعطت قبائل زهران مزيدا من الجو اللطيف لا سيما في فصل الصيف , حيث نجد السوّاح يجوبون هذهالمناطق في أتم راحة وطمأنينة.
العرنين :
وتقع في جبل العرنين في بلاد دوس بني فهم وأشجارها من العرعر والزيتون.
وادي الشاعر:
يقال أنه نسبة إلى قرية كانت به قديمة إلاّ أنهم هاجروا منه وسمي باسمهم حتى الآن ويعد هذا الوادي من أجمل الأودية في المنطقة ويقععلى آمتداد وادي مدار الخاص بأهالي المشايعة والقمدة والرحمة وعلى امتداد واديالسوداء القادم من وادي العارجة ولا اعتقد أن السيارات لها طريق للوصول إليه
المصدر: منتديات زهران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق